نفسه وقال لا والذي بعث موسى وأنبياءه بالحق لا آمر ربى بهلاك بني إسرائيل أبدا ثم أتى ملك بني إسرائيل فأخبره بما أوحى الله إليه فاستبشر وفرح وقال إن يعذبنا ربنا فبذنوب كثيرة قدمناها لأنفسنا وان عفا عنا فبقدرته ثم إنهم لبثوا بعد هذا الوحي ثلاث سنين لم يزدادوا الا معصية وتماديا في الشر وذلك حين اقترب هلاكهم فقل الوحي حين لم يكونوا يتذكرون الآخرة وأمسك عنهم حين ألهتهم الدنيا وشأنها فقال لهم ملكهم يا بني إسرائيل انتهوا عما أنتم عليه قبل ان يمسكم بأس الله وقبل أن يبعث الله عليكم قوما لا رحمة لهم بكم فان ربكم قريب التوبة مبسوط اليدين بالخير رحيم بمن تاب إليه فأبوا عليه أن ينزعوا عن شئ مما هم عليه وان الله ألقى في قلب بختنصر بن نبوزراذان بن سنحاريب بن دارياس ابن نمروذ بن فالغ بن عابر ونمروذ صاحب إبراهيم صلى الله عليه وسلم الذي حاجه في ربه أن يسير إلى بيت المقدس ثم يفعل فيه ما كان جده سنحاريب أراد أن يفعل فخرج في ستمائة ألف راية يريد أهل بيت المقدس فلما فصل سائرا أتى ملك بني إسرائيل الخبر ان بختنصر قد أقبل هو وجنوده يريدكم فأرسل الملك إلى أرميا فجاءه فقال يا أرميا الملك أين ما زعمت لنا أن ربك أوحى إليك ألا هلك أهل بيت المقدس حتى يكون منك الامر في ذلك فقال أرميا الملك ان ربى لا يخلف الميعاد وأنا به واثق فلما اقترب الاجل ودنا انقطاع ملكهم وعزم الله تعالى على هلاكهم بعث الله عز وجل ملكا من عنده فقال له اذهب إلى أرميا واستفته وأمره بالذي يستفتيه فيه فأقبل الملك إلى أرميا قد تمثل له رجلا من بني إسرائيل فقال له أرميا من أنت قال أنا رجل من بني إسرائيل أستفتيك في بعض أمري فأذن له فقال له الملك يا نبي الله أتيتك أستفتيك في أهل رحمي وصلت أرحامهم بما أمرني الله به لم آت إليهم الا حسنا ولم آلهم كرامة فلا تزيدهم كرامتي إياهم الا إسخاطا لي فأفتني فيهم يا نبي الله فقال له أحسن فيما بينك وبين الله وصل ما أمرك الله أن تصل وأبشر بخير قال فانصرف عنه الملك فمكث أياما ثم أقبل إليه في صورة ذلك الرجل الذي كان جاءه فقعد بين يديه فقال له أرميا من أنت قال أنا
(٣٩٢)