حمر لأبي طالوت فأرسله وغلاما له يطلبانها فجاءا إلى اشمويل يسألانه عنها فقال إن الله قد بعثك ملكا على بني إسرائيل قال أنا قال نعم قال أو ما علمت أن سبطي أدنى أسباط بني إسرائيل قال بلى قال أفما علمت أن قبيلتي أدنى قباثل سبطي قال بلى قال اما علمت أن بيتي أدنى بيوت قبيلتي قال بلى قال فبأية آية قال باية انك ترجع وقدو جد أبوك حمره وإذا كنت في مكان كذا وكذا نزل عليك الوحي فدهنه بدهن القدس وقال لبنى إسرائيل ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم (رجع الحديث إلى حديث السدى) ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا فعبر يومئذ أبو داود فيمن عبر في ثلاثة عشر ابنا له وكان داود أصغر بنيه وانه أتاه ذات يوم فقال يا أبتاه ما أرمى بقذافتي شيئا الا صرعته قال ابشر يا بنى ان الله قد جعل رزقك في قذافتك ثم أتاه مرة أخرى فقال يا أبتاه لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبت عليه وأخذت بأذنيه فلم يهجني فقال ابشر يا بنى فان هذا خير يعطيكه الله ثم أتاه يوما آخر فقال يا أبتاه انى لأمشي بين الجبال فأسبح فلا يبقى جبل الا سبح معي فقال ابشر يا بنى فان هذا خير أعطاكه الله وكان داود راعيا وكان أبو ه خلفه يأتي إلى أبيه والى اخوته بالطعام فأتى النبي عليه السلام بقرن فيه دهن وتنور من حديد فبعث به إلى طالوت فقال إن صاحبكم الذي يقتل جالوت يوضع هذا القرن على رأسه فيغلى حتى يدهن منه ولا يسيل على وجهه ويكون على رأسه كهيئة الإكليل ويدخل في هذا التنور فيملاه فدعا طالوت بني إسرائيل فجربهم به فلم يوافقه منهم أحد فلما فرغوا قال طالوت لأبي داود هل بقى لك ولد لم يشهدنا قال نعم بقى ابني داود وهو يأتينا بطعام فلما أتاه داود مر في الطريق بثلاثة أحجار فكلمنه وقلن له خذنا يا داود تقتل بنا جالوت فقال فأخذهن وجعلهن في مخلاته وكان طالوت قد قال من قتل جالوت زوجته ابنتي وأجريت خاتمه في ملكي فلما جاء داود وضعوا القرن على رأسه فغلى حتى ادهن منه
(٣٣٣)