اخترت منهم سبعين رجلا الخير فالخير أرجع إليهم وليس معي رجل واحد فما الذي يصدقونني به فلم يزل موسى يناشد ربه ويسأله ويطلب إليه حتى رد إليهم أرواحهم وطلب إليه التوبة لبنى إسرائيل من عبادة العجل فقال لا إلا أن يقتلوا أنفسهم وقال فبلغني أنهم قالوا لموسى نصبر لأمر الله فأمر موسى من لم يكن عبد العجل أن يقتل من عبد ه فجلسوا بالأفنية وأصلت عليهم القوم السيوف فجعلوا يقتلونهم وبكى موسى وبهش إليه الصبيان والنساء يطلبون العفو عنهم فتاب عليهم وعفا عنهم أمر موسى أن يرفع عنهم السيف * وأما السدى فإنه ذكر في خبره الذي ذكرت إسناده قبل أن مصير موسى إلى ربه بالسبعين الذين اختارهم من قومه بعد ما تاب الله على عبد ة العجل من قومه وذلك أنه ذكر بعد القصة التي قد ذكرتها عنه بعد قوله إنه هو التواب الرحيم قال ثم إن الله أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل ووعدهم موعدا فاختار موسى قومه سبعين رجلا على عينه ثم ذهب بهم ليعتذروا فلما أتوا ذلك المكان قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلمته فأرناه فأخذتهم الصاعقة فماتوا فقام موسى يبكى ويدعو الله ويقول رب ماذا أقول لبنى إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأوحى الله عز وجل إلى موسى أن هؤلاء السبعين ممن اتخذ العجل فذلك حين يقول موسى إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء إلى قوله إنا هدنا إليك يقول تبنا إليك وذلك قوله تعالى (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة) والصاعقة نار ثم إن الله أحياهم فقاموا وعاشوا رجلا رجلا ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون فقالوا يا موسى أنت تدعو الله فلا تسأله شيئا إلا أعطاك فادعه يجعلنا أنبياء فدعا الله فجعلهم أنبياء فذلك قوله (ثم بعثنا كم من بعد موتكم) ولكنه قدم حرفا وأخر حرفا * ثم أمرهم بالسير إلى أريحا وهى أرض بيت المقدس فساروا حتى إذا كانوا قريبا منها بعث موسى اثنى عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل فساروا يريدون
(٣٠١)