لا يحلون عقد الرحال إلا في غيرها وإنما بلغتهم فيها بالعواري فما أحسن الشكر للمنعم والتسليم لمن القضاء له ومن أحق بالتسليم لمن فوقه ممن لا يجد مهربا الا إليه ولا معولا إلا عليه فثقوا بالغلبة إذا كانت نياتكم أن النصر من الله وكونوا على ثقة من درك الطلبة إذا صحت نياتكم واعلموا ان هذا الملك لا يقوم الا بالاستقامة وحسن الطاعة وقمع العدو وسد الثغور والعدل للرعية وإنصاف المظلوم فشفاؤكم عندكم والدواء الذي لأداء فيه الاستقامة والامر بالخير والنهى عن الشر ولا قوة الا بالله انظروا للرعية فإنها مطعمكم ومشربكم ومتى عدلتم فيها رغبوا في العمارة فزاد ذلك في خراجكم وتبين في زيادة أرزاقكم وإذا خفتم على الرعية زهدوا في العمارة وعطلوا أكثر الأرض فنقص ذلك من خراجكم وتبين في نقص أرزاقكم فتعاهدوا الرعية بالأنصاف وما كان من الأنهار والبثوق مما نفقة ذلك من السلطان فأسرعوا فيه قبل أن يكثر وما كان من ذلك على الرعية فعجزوا عنه فأقرضوهم من بيت مال الخراج فإذا حان أوقات خراجهم فخذوا من خراج غلاتهم على قدر ما لا يجحف ذلك بهم ربع في كل سنة أو ثلث أو نصف لكيلا يتبين ذلك عليهم هذا قولي وأمري يا موبذ موبذان الزم هذا القول وخذ في هذا الذي سمعت في يومك أسمعتم أيها الناس فقالوا نعم قد قلت فأحسنت ونحن فاعلون إن شاء الله ثم أمر بالطعام فوضع فأكلوا وشربوا ثم خرجوا وهم له شاكرون وكان ملكه مائة وعشرين سنة * وقد زعم هشام بن الكلبي فيما حدثت عنه أن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان كان من ملوك اليمن بعد يعرب بن قحطان بن غابر بن شالخ واخوته وان الرائش كان ملكه باليمن أيام منوشهر وأنه انما سمى الرائش واسمه الحارث بن أبي سدد لغنيمة غنمها من قوم غزاهم فأدخلها اليمن فسمى لذلك الرائش وانه غزا الهند فقتل بها وسبى وغنم الأموال ورجع إلى اليمن ثم سار منها فخرج على جبلي طيئ ثم على الأنبار ثم على الموصل وانه وجه منها خيله وعليها رجل من أصحابه يقال له شمر بن العطاف فدخل على الترك أرض أذربيجان وهى في أيديهم يومئذ فقتل
(٢٦٩)