وذلك أن الله عز وجل يقول مخبرا عن نوح (قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا، ومكروا مكرا كبارا، وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا، ولا يغوث ويعوق ونسرا، وقد أضلوا كثيرا) فبعث الله إليهم نوحا مخوفهم بأسه ومحذرهم سطوته وداعيا لهم إلى التوبة والمراجعة إلى الحق والعمل بما أمر الله به رسله وأنزله في صحف آدم وشيث وخنوخ ونوح يوم ابتعثه الله نبيا إليهم فيما ذكر ابن خمسين سنة وقيل أيضا ما حدثنا به نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا عون بن أبي شداد قال إن الله تبارك وتعالى أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلثمائة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلثمائة سنة * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال بعث الله نوحا إليهم وهو ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة ثم مكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة * قال أبو جعفر فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله عز وجل يدعوهم إلى الله سرا وجهرا يمضى قرن بعد قرن فلا يستجيبون له حتى مضى قرون ثلاثة على ذلك من حاله وحالهم فلما أراد الله عز وجل اهلاكهم دعا عليهم نوح عليه السلام فقال " رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا " فأمره الله تعالى ذكره أن يغرس شجرة فغرسها فعظمت وذهبت كل مذهب ثم أمره بقطعها من بعد ما غرسها بأربعين سنة فيتخذ منها سفينة كما قال الله له (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) فقطعها وجعل يعملها * وحدثنا صالح بن مسمار المروزي والمثنى بن إبراهيم قالا حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا موسى بن يعقوب قال حدثني فائد مولى عبيد الله ابن علي بن أبي رافع أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربعية أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو رحم الله أحدا من قوم نوح لرحم أم الصبى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نوح مكث
(١٢٣)