بابنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهم أجمعين من نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته، وقد أفردت سيرته في مصنف، عداده في السابقين الأولين وفي العشرة المشهود لهم بالجنة وفي الخلفاء الراشدين وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وروى جملة كثيرة من العلم.
روى عنه بنوه عمرو وأبان وسعيد ومولاه حمران وأنس بن مالك وأبو امامة بن سهل والأحنف بن قيس وسعيد بن المسيب وأبو وائل وطارق بن شهاب وأبو عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس ومالك ابن أوس بن الحدثان وخلق سواهم، وعداده في البدريين لان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره هاجت رؤس الفتنة والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه وزوجته نائلة عنده وتسور عليه أربعة أنفس.
وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعا وثمانين سنة كان من أقران النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وكان أكبر من على بثمان وعشرين سنة أو أكثر وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والاتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام فقبح الله الرافضة.