هذه الطرق كلها لا تثبت.
أما الطريق الأول ففيه صدقة بن يزيد الخراساني. قال أحمد: حديثه ضعيف وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: حدث عن الثقاة بالأشياء المعضلات، لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به.
وأما الطريق الثاني فإن موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا.
وأما الثالث ففيه موسى بن عبيدة. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه.
وقال يحيى: ليس بشئ.
وقد روى هذه الصلاة أبو الجوزاء عن ابن عباس أنه قال له: ألا أحبوك، فعلمه صلاة التسبيح من غير أن يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث يرويه أبو جناب يحيى بن أبي حية. قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه.
وقال الفلاس: هو متروك الحديث. وقد رويناها من حديث يحيى بن عمرو بن مالك عن أبيه عن الحوراء عن ابن عباس موقوفة أيضا. وكان حماد بن زيد يرمى يحيى بالكذب، وضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وضعفوا أباه عمرا.
فقال ابن عدى: عمرو بن مالك منكر الحديث عن الثقاة ويسرق الحديث، وضعفه أبو يعلى الموصلي.
ورويناها من حديث روح بن المسيب عن عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس موقوفة عليه. وقد بينا القدح في عمرو.
وأما روح فقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات ويرفع الموقوفات، لا تحل الرواية عنه.
وقد رويت لنا صلاة التسبيح أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها ابن عمرو بن العاص إلا أنه من حديث عبد العزيز بن أبان عن سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش. فأما عبد العزيز فقال يحيى ليس بشئ كذاب خبيث يضع الحديث