وقد كان بعض شيوخنا يقول: إذا قال عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو ويسميه فهو صحيح وقد استبرت ما قاله فلم أجد من رواية الثقات المتقنين عن عمرو فيه ذكر السماع عن جده عبد الله بن عمرو وإنما ذلك شئ يقوله محمد بن إسحاق وبعض الرواة ليعلم أن جده اسمه عبد الله بن عمرو فأدرج في الاسناد، فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن جده والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه. ولولا كراهة التطويل لذكرت من مناكير أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل بها على وهن هذا الاسناد، وسنذكر من ذلك جملا يستدل من الحديث صناعته على صحة ما ذهبنا إليه في كتاب " الفضل بين النقلة " بعد هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاءه.
ومات عمرو بن شعيب بالطائف سنة ثمان عشرة ومائة: وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر " (1).
وبإسناد عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من استودع وديعة فلا ضمان عليه ".
وبإسناده عن عبد الله بن عمرو أن امرأتين يمانيتين أتتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى أيديهما سوران من ذهب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار؟ قالتا: لا قال: فأديا زكاته.
وعن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى صلاة مكتوبة فليقرأ بأم القرآن وقرآنا معها فإذا أنهى أم الكتاب أجزأت عنه، ومن كان مع .