بهذا الاسناد بطل الاحتجاج بخبره فيما يروى مالا يشبه حديث الاثبات والدليل على أن عباد بن كثير الرملي ليس بعباد بن كثير الذي كان بمكة أن يحيى بن يحيى روى عنه ويحيى لم يلحق الثوري عباد بن كثير الذي كان بمكة مات قبل الثوري ولم يشهد الثوري جنازته، ويحيى بن يحيى في ذلك الوقت كان طفلا صغيرا فهذا دليل على أنهما اثنان ليسا بواحد. مات الثوري سنة إحدى وستين، وقد روى عباد بن كثير هذا عن حوشب عن الحسن عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المصلى يتناثر على رأسه الخير من عنان السماء إلى مفرق رأسه والملائكة تحف به من لدن قدمه إلى عنان السماء وملك ينادى لو يعلم هذا العبد من يناجى ما انفتل " أخبرناه الفضل بن محمد العطار بأنطاكية قال، حدثنا على بن سهل الرملي قال، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن عباد بن كثير عن حوشب عن الحسن.
عباد بن عباد أبو عتبة الخواص (1)، أصله من فارس، سكن أرسوف من فلسطين، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أهل الشام، كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والاتقان فكان يأتي بالشئ على حسب التوهم حتى كثر المناكير في روايته على قلتها فاستحق الترك.
عباد بن عبد الصمد، كنيته أبو معمر (2)، يروى عن أنس بن مالك، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها، منكر الحديث جدا، يروى عن أنس ما ليس من حديثه وما أراه سمع منه شيئا فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوايد.