محمد بن الحارث الحارثي (1): من أهل البصرة، يروى عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني، روى عنه أبو الربيع الحارثي والبصريون، منكر الحديث جدا، فأما ما روى عن ابن البيلماني عن مالك في الصحيفة فالبلية (2) فيها ممن فوقه إلا أنه أكثر عن ابن البيلماني حتى يسبق إلى القلب القدح فيه لكثرته، وإن كان ابن البيلماني في نفسه ليس بشئ في الحديث فقد روى عن غير ابن البيلماني أيضا مناكير مما تشبه حديث الثقات.
محمد بن مصعب القرقساني (3): كنيته أبو عبد الله، وقد قيل أبو الحسن، يروي عن الأوزاعي، روى عنه العراقيون وأهل الشام، كان ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. فأما فيما وافق الثقات فإن احتج به محتج، وفيما لم يخالف الاثبات إن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا.
روى عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبى يموت فتفل من قرني إلى قدمي. أخبرناه القطان بالرقة قال: حدثنا على ابن سعيد العلاف قل: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا حماد بن سلمة، وإنما هو بهذا الاسناد قال: قلت يا رسول الله أما تكون الزكاة إلا في الحلق أو اللبة، فقال: لو طعمت في فخذها لأجزأ عنك (4).