لابنه الوليد، وكان ولده: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ومسلمة، ومحمد.
ثم قال للوليد: يا وليد، لا ألفينك إذا وضعتني في حفرتي أن تعصر عينيك كالأمة الورهاء (1) بل ائتزر وشمر، والبس جلد النمر، وادع الناس إلى البيعة ثانيا، فمن قال برأسه كذا، فقل بالسيف كذا. ووعك وعكا شديدا.
فلما أصبح جاء الوليد، فقام بباب المجلس، وهو غاص بالنساء، فقال:
كيف أصبح أمير المؤمنين؟
قيل له: يرجى له العافية.
وسمع عبد الملك ذلك، فقال:
وكم سائل عنا يريد لنا الردى * وكم سائلات والدموع ذوارف ثم أمر بالنساء، فخرجن.
وأذن لبني أمية فدخلوا عليه وفيهم خالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية فقال لهما:
يا بني يزيد، أتحبان أن أقيلكما بيعة الوليد؟
قالا: معاذ الله، يا أمير المؤمنين.
قال: لو قلتما غير ذلك لأمرت بقتلكما على حالتي هذه.
ثم خرجوا عنه، واشتد وجعه، فتمثل ببيت أمية بن أبي الصلت:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في قلال الجبال أرعي الوعولا فلم يمس يومه ذلك حتى قضى.
وكان سلطانه إحدى وعشرين سنة وستة أشهر، وكان له يوم مات ثمان وخمسون سنة، من ذلك سبع سنين، كان فيها محاربا لعبد الله بن الزبير، ثم صفا له الملك بعد قتله ابن الزبير ثلاثة عشر سنة ونصفا.