وشبث بن روح، وكان على شرطته، وأبا فلان بن عبد الله، وكان على الخيل، وأمرهم أن يكمنوا في بيت إلى جنب المجلس الذي كان فيه.
وقال لهم: إذا أنا صفقت يدي ثلاثا فاخرجوا إلى أبي مسلم، فبضعوه.
وأمر الحاجب إذا دخل أبو مسلم أن يأخذ عنه سيفه.
وأقبل أبو مسلم، فدخل، وأخذ الحاجب سيفه.
فدخل مغضبا، وقال:
- يا أمير المؤمنين، فعل بي ما لم يفعل بي مثله قط، أخذ السيف من عاتقي.
قال أبو جعفر: ومن أخذه لعنه الله؟ اجلس، لا عليك.
فجلس، وعليه قباء أسود خز، ووضع له متكئا، ولم يكن في البيت غيرهما.
فقال أبو جعفر:
(ما أردت بمضيك نحو خراسان قبل لقائي؟) قال أبو مسلم:
(لأنك وجهت في أثري إلى الشام أمينا في إحصاء الغنائم، أما وثقت بي فيها؟).
فأغلظ له أبو جعفر الكلام.
فقال:
(يا (أمير المؤمنين، أنسيت حسن بلائي، وفضل قيامي، وإتعابي نفسي ليلي ونهاري؟ حتى سقت هذا السلطان إليكم).
قال أبو جعفر:
(يا ابن الخبيثة، والله لو قامت مقامك أمة سوداء لأغنت غناك، إنما تأتي لك الأمور في ذلك بما أحب الله، من إظهار دعوتنا أهل البيت، ورد حقنا إلينا، ولو كان ذلك بحولك وحيلتك وقوتك ما قطعت فتيلا، ألست يا ابن اللخناء الذي كتبت إلي تخطب عمتي آمنة بنت علي بن عبد الله؟ وتزعم في كتابك أنك ابن سليط ابن عبد الله بن عباس، لقد ارتقيت مرتقى صعبا).