تفسير الرازي - الرازي - ج ٨ - الصفحة ١٩١
المسألة الثالثة: قال الزجاج: قوله * (كنتم خير أمة) * ظاهر الخطاب فيه مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه عام في كل الأمة، ونظيره قوله * (كتب عليكم الصيام) * (البقرة: 183) * (كتب عليم القصاص) * (البقرة: 178) فإن كل ذلك خطاب مع الحاضرين بحسب اللفظ، ولكنه عام في حق الكل كذا ههنا.
المسألة الرابعة: قال القفال رحمه الله: أصل الأمة الطائفة المجتمعة على الشيء الواحد فأمة نبينا صلى الله عليه وسلم هم الجماعة الموصوفون بالإيمان به والإقرار بنبوته، وقد يقال لكل من جمعتهم دعوته أنهم أمته إلا أن لفظ الأمة إذا أطلقت وحدها وقع على الأول، ألا ترى أنه إذا قيل أجمعت الأمة على كذا فهم منه الأول وقال عليه الصلاة والسلام: " أمتي لا تجتمع على ضلالة " وروي أنه عليه الصلاة والسلام يقول يوم القيامة " أمتي أمتي " فلفظ الأمة في هذه المواضع وأشباهها يفهم منه المقرون بنبوته، فأما أهل دعوته فإنه إنما يقال لهم: إنهم أمة الدعوة ولا يطلق عليهم إلا لفظ الأمة بهذا الشرط.
أما قوله * (أخرجت للناس) * ففيه قولان الأول: أن المعنى كنتم خير الأمم المخرجة للناس في جميع الأعصار، فقوله * (أخرجت للناس) * أي أظهرت للناس حتى تميزت وعرفت وفصل بينها وبين غيرها والثاني: أن قوله * (للناس) * من تمام قوله * (كنتم) * والتقدير: كنتم للناس خير أمة، ومنهم من قال: * (أخرجت) * صلة، والتقدير: كنتم خير أمة للناس.
ثم قال: * (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) *.
واعلم أن هذا كلام مستأنف، والمقصود منه بيان علة تلك الخيرية، كما تقول: زيد كريم يطعم الناس ويكسوهم ويقوم بما يصلحهم، وتحقيق الكلام أنه ثبت في أصول الفقه أن ذكر الحكم مقرونا بالوصف المناسب له يدل على كون ذلك الحكم معللا بذلك الوصف، فههنا حكم تعالى بثبوت وصف الخيرية لهذه الأمة، ثم ذكر عقيبه هذا الحكم وهذه الطاعات، أعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان، فوجب كون تلك الخيرية معللة بهذه العبادات.
وههنا سؤالات:
السؤال الأول: من أي وجه يقتضي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله كون هذه الأمة خير الأمم مع أن هذه الصفات الثلاثة كانت حاصلة في سائر الأمم؟.
والجواب: قال القفال: تفضيلهم على الأمم الذين كانوا قبلهم إنما حصل لأجل أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بآكد الوجوه وهو القتال لأن الأمر بالمعروف قد يكون بالقلب وباللسان وباليد، وأقواها ما يكون بالقتال، لأنه إلقاء النفس في خطر القتل وأعرف المعروفات الدين الحق والإيمان بالتوحيد والنبوة، وأنكر المنكرات: الكفر بالله، فكان الجهاد في الدين
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) 2
2 قوله تعالى (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) 7
3 قوله تعالى (بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) 9
4 قوله تعالى (وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) 10
5 قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين) 11
6 قوله تعالى (ألا أن تتقوا منهم تقاة) 13
7 قوله تعالى (ويحذركم الله نفسه) 14
8 قوله تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم) 15
9 قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت) 16
10 قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله) 18
11 قوله تعالى (قل أطيعوا الله والرسول) 20
12 قوله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا) 21
13 قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض) 24
14 قوله تعالى (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني) 25
15 قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) 29
16 قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) 30
17 قوله تعالى (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) 31
18 قوله تعالى (قال يا مريم أني لك هذا) 33
19 قوله تعالى (هنا لك دعا زكريا ربه) 34
20 قوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم) 36
21 قوله تعالى (إن الله يبشرك بيحيى) 37
22 قوله تعالى (قال رب أني يكون لي غلام) 40
23 قوله تعالى (قال رب اجعل لي آية) 42
24 قوله تعالى (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار) 44
25 قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك) 45
26 قوله تعالى (يا مريم اقنتى لربك) الآية 46
27 قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه) 47
28 قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه) 49
29 قوله تعالى (اسمه المسيح عيسى بن مريم) 52
30 قوله تعالى (وجيها في الدنيا والآخرة) 53
31 قوله تعالى (ويلكم الناس في المهد وكهلا) 54
32 قوله تعالى (قالت رب أنى يكون لي غلام) 56
33 قوله تعالى (ورسولا إلى بني إسرائيل) 57
34 قوله تعالى (أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) 58
35 قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) 60
36 قوله تعالى (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) 61
37 قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدي من التوراة) 62
38 قوله تعالى (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) 63
39 قوله تعالى (إذ قال الله يا عسى انى متوفيك 71
40 قوله تعالى (ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) 74
41 قوله تعالى (فأما الذين كفروا فأعذبهم) 76
42 قوله تعالى (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 77
43 قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) 78
44 قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله) 79
45 قوله تعالى (الحق من ربك) 81
46 قوله تعالى (فمن حاجك فيه) 82
47 قوله تعالى (إن هذا لهو القصص الحق) 89
48 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) 90
49 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) 93
50 قوله تعالى (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم) 94
51 قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم) 95
52 قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) 96
53 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 97
54 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) 98
55 قوله تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب) 99
56 قوله تعالى (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) 101
57 قوله تعالى (يختص برحمته من يشاء) 105
58 قوله تعالى (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) 106
59 قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) 108
60 قوله تعالى (بلى من أوفى بعهده وأتقى) 109
61 قوله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) 110
62 قوله تعالى (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) 113
63 قوله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) 116
64 قوله تعالى (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) 120
65 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) 121
66 قوله تعالى (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) 125
67 قوله تعالى (قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) 128
68 قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون) 129
69 قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات 130
70 قوله تعالى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) 131
71 قوله تعالى (لا نفرق بين أحد منهم) 133
72 قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) 134
73 قوله تعالى (كيف يهدى الله قوما كفروا) 135
74 قوله تعالى (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله) 137
75 قوله تعالى (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) 138
76 قوله تعالى (وأولئك هم الضالون) 139
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) 140
78 قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 142
79 قوله تعالى (وما تنفقوا من شئ) 144
80 قوله تعالى (كل الطعام كان حلا) 145
81 قوله تعالى (إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) 148
82 قوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس) 151
83 قوله تعالى (مقام إبراهيم) 159
84 قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت) 162
85 قوله تعالى (ومن كفر فان الله غنى عن العالمين 164
86 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 166
87 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين آتوا الكتاب) 169
88 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 171
89 قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) 173
90 قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) 176
91 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) 179
92 قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) 180
93 قوله تعالى (وأما الذين ابيضت وجوههم) 184
94 قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) 188
95 قوله تعالى (ضربت عليهم الذلة) 195
96 قوله تعالى (ليسوا سواء من أهل الكتاب) 198
97 قوله تعالى (يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف) 202
98 قوله تعالى (وما يفعلوا من خير) 203
99 قوله تعالى (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم) 205
100 قوله تعالى (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) 206
101 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) 209
102 قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم) 213
103 قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) 215
104 قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك) 217
105 قوله تعالى (إذ همت طائفتان منكم) 220
106 قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر) 221
107 قوله تعالى (إذ تقول للمؤمنين) 223
108 قوله تعالى (بل إن تصبروا وتتقوا) 228
109 قوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم) 229
110 قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) 231
111 قوله تعالى (ولله ما في السماوات وما في الأرض) 234