وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولو ألقى معاذيره لم تقبل. ذكر من قال ذلك:
27595 - حدثني نصر بن علي، قال: ثني أبي، عن خالد بن قيس، عن قتادة، عن الحسن: ولو ألقى معاذيره لم تقبل معاذيره.
27596 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: (ولو ألقى معاذيره) قال: ولو اعتذر.
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معناه: ولو اعتذر لان ذلك أشبه المعاني بظاهر التنزيل وذلك أن الله جل ثناؤه أخبر عن الانسان أن عليه شاهدا من نفسه بقوله بل الانسان على نفسه بصيرة فكان الذي هو أولى أن يتبع ذلك، ولو جادل عنها بالباطل، واعتذر بغير الحق، فشهادة نفسه عليه به أحق وأولى من اعتذاره بالباطل.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): لا تحرك يا محمد بالقرآن لسانك لتعجل به.
واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل له: لا تحرك به لسانك لتعجل به فقال بعضهم: قيل له ذلك، لأنه كان إذا نزل عليه منه شئ عجل به، يريد حفظه من حبه إياه، فقيل له: لا تعجل به فإنا سنحفظه عليك. ذكر من قال ذلك:
27597 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي (ص) كان إذا نزل عليه القرآن تعجل يريد حفظه، فقال الله تعالى ذكره: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه وقال ابن عباس: هكذا، وحرك شفتيه.
* - حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ويونس قالا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، أن النبي (ص) كان إذا نزل عليه القرآن تعجل به يريد حفظه وقال يونس:
يحرك شفتيه ليحفظه، فأنزل الله: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه.