وقوله: ثم أدبر واستكبر يقول تعالى ذكره: ثم ولى عن الايمان والتصديق بما أنزل الله من كتابه، واستكبر عن الاقرار بالحق فقال إن هذا إلا سحر يؤثر قال: يأثره عن غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27444 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين إن هذا إلا سحر يؤثر قال: يأخذه عن غيره.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي رزين إن هذا إلا سحر يؤثر قال: يأثره عن غيره.
وقوله: إن هذا إلا قول البشر يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الوحيد في القرآن إن هذا إلا قول البشر ما هذا الذي يتلوه محمد إلا قول البشر، يقول: ما هو إلا كلام ابن آدم، وما هو بكلام الله. القول في تأويل قوله تعالى:
* (سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر * وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: سأصليه سقر سأورده بابا من أبو أب جهنم اسمه سقر ولم يجر سقر لأنه اسم من أسماء جهنم وما أدراك ما سقر يقول تعالى ذكره: وأي شئ أدراك يا محمد، أي، شئ سقر. ثم بين الله تعالى ذكره ما سقر، فقال: هي نار لا تبقى من فيها حيا ولا تذر من فيها ميتا، ولكنها تحرقهم كلما جدد خلقهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27445 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: لا تبقى ولا تذر قال: لا تميت ولا تحي.
* - حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.