27580 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد وإبراهيم، مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بما قدم من طاعة وأخر من حقوق الله التي ضيعها. ذكر من قال ذلك:
27581 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ينبأ الانسان يومئذ بما قدم من طاعة الله وأخر مما ضيع من حق الله.
* - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة بما قدم وأخر قال: بما قدم من طاعته، وأخر من حقوق الله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بما قدم من خير أو شر مما عمله، وما أخر مما ترك عمله من طاعة الله. ذكر من قال ذلك:
27582 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال: ما أخر ما ترك من العمل لم يعمله، ما ترك من طاعة الله لم يعمل به، وما قدم: ما عمل من خير أو شر.
والصواب من القول في ذلك عندنا، أن ذلك خبر من الله أن الانسان ينبأ بكل ما قدم أمامه مما عمل من خير أو شر في حياته، وأخر بعده من سنة حسنة أو سيئة مما قدم وأخر، كذلك ما قدم من عمل عمله من خير أو شر، وأخر بعده من عمل كان عليه فضيعه، فلم يعمله مما قدم وأخر، ولم يخصص الله من ذلك بعضا دون بعض، فكل ذلك مما ينبأ به الانسان يوم القيامة.
وقوله: بل الانسان على نفسه بصيرة يقول تعالى ذكره: بل للانسان على نفسه من نفسه رقباء يرقبونه بعمله، ويشهدون عليه به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
27583 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: بل الانسان على نفسه بصيرة يقول: سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه.
والبصيرة على هذا التأويل ما ذكره ابن عباس من جوارح ابن آدم وهي مرفوعة بقوله على نفسه، والانسان مرفوع بالعائد من ذكره في قوله: نفسه.