لا يعلمون، وذلك بأن يمتعهم بمتاع الدنيا حتى يظنوا أنهم متعوا به بخير لهم عند الله، فيتمادوا في طغيانهم، ثم يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون.
وقوله: وأملي لهم إن كيدي متين يقول تعالى ذكره: وأنسئ في آجالهم ملاوة من الزمان، وذلك برهة من الدهر على كفرهم وتمردهم على الله لتتكامل حجج الله عليهم إن كيدي متين يقول: إن كيدي بأهل الكفر قوي شديد. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): أتسأل يا محمد هؤلاء المشركين بالله على ما أتيتهم به من النصيحة، ودعوتهم إليه من الحق، ثوابا وجزاء فهم من مغرم مثقلون يعني من غرم ذلك الاجر مثقلون، قد أثقلهم القيام بأدائه، فتحاموا لذلك قبول نصيحتك، وتجنبوا لعظم ما أصابهن من ثقل الغرم الذي سألتهم على ذلك الدخول في الذي دعوتهم إليه من الدين.
وقوله: أم عندهم الغيب فهم يكتبون يقول: أعندهم اللوح المحفوظ الذي فيه نبأ ما هو كائن، فهم يكتبون منه ما فيه، ويجادلونك به، ويزعمون أنهم على كفرهم بربهم أفضل منزلة عند الله من أهل الايمان به. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): فاصبر يا محمد لقضاء ربك وحكمه فيك، وفي هؤلاء المشركين بما أتيتهم به من هذا القرآن، وهذا الدين، وامض لما أمرك به ربك، ولا يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إياك وأذاهم لك.
وقوله: ولا تكن كصاحب الحوت الذي حبسه في بطنه، وهو يونس بن متى (ص) فيعاقبك ربك على تركك تبليغ ذلك، كما عاقبه فحبسه في بطنه. إذ نادى وهو مكظوم يقول: إذ نادى وهو مغموم، قد أثقله الغم وكظمه، كما:
26898 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إذ نادى وهو مكظوم يقول: مغموم.