يعني بقوله: لم تقرأ: لم تضم رحما على ولد. وأما ابن عباس والضحاك فإنما وجها ذلك إلى أنه مصدر من قول القائل: قرأت أقرأ قرآنا وقراءة.
وقوله: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم:
تأويله: فإذا أنزلناه إليك فاستمع قرآنه. ذكر من قال ذلك:
27611 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور وابن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فإذا قرأناه: فإذا أنزلناه إليك فاتبع قرآنه قال: فاستمع قرآنه.
* - حدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فإذا قرأناه فاتبع قرآنه: فإذا أنزلناه إليك فاستمع له. و قال آخرون: بل معنى ذلك: إذا تلي عليك فاتبع ما فيه من الشرائع والاحكام. ذكر من قال ذلك:
27612 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول: إذا تلي عليك فاتبع ما فيه.
27613 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه.
* - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول: فاتبع حلاله، واجتنب حرامه.
27614 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: فاتبع قرآنه يقول: اتبع ما فيه.
وقال آخرون: بل معناه: فإذا بيناه فاعمل به. ذكر من قال ذلك:
27615 - حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول: اعمل به.
وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: فإذا تلي عليك فاعمل به من الأمر والنهي، واتبع ما أمرت به فيه، لأنه قيل له: إن علينا جمعه في صدرك وقرآنه ودللنا على أن معنى قوله: وقرآنه: وقراءته، فقد بين ذلك عن معنى قوله: فإذا قرأناه