وقال آخرون: بل عني بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغيانا. ذكر من قال ذلك:
27194 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله فزادوهم رهقا قال: زاد الكفار طغيانا.
وقال آخرون: بل عني بذلك فزادوهم فرقا. ذكر من قال ذلك:
27195 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس فزادوهم رهقا قال: فيزيدهم ذلك رهقا، وهو الفرق.
27196 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله فزادوهم رهقا قال: زادهم الجن خوفا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فزاد الانس الجن بفعلهم ذلك إثما، وذلك زادوهم به استحلالا لمحارم الله. والرهق في كلام العرب: الاثم وغشيان المحارم ومنه قول الأعشى:
لا شئ ينفعني من دون رؤيتها * هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا يقول: ما لم يغش محرما. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء النفر من الجن وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا يعني أن الرجال من الجن ظنوا كما ظن الرجال من الانس أن لن يبعث الله أحدا رسولا إلى خلقه، يدعوهم إلى توحيده. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
27197 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن الكلبي وأنهم ظنوا كما ظننتم: ظن كفار الجن كما ظن كفرة الانس أن لن يبعث الله رسولا.