بما أسلفتم في الأيام الخالية قال: أيام الدنيا بما عملوا فيها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية) *.
يقول تعالى ذكره: وأما من أعطى يومئذ كتاب أعماله بشماله، فيقول: يا ليتني لم أعط كتابيه، ولم أدر ما حسابيه يقول: ولم أدر أي شئ حسابيه.
وقوله: يا ليتها كانت القاضية يقول: يا ليت الموتة التي منها في الدنيا كانت هي الفراغ من كل ما بعدها، ولم يكن بعدها حياة ولا بعث والقضاء: هو الفراغ. وقيل: إنه تمنى الموت الذي يقضى عليه، فتخرج منه نفسه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26988 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: يا ليتها كانت القاضية تمنى الموت، ولم يكن في الدنيا شئ أكره عنده من الموت.
26989 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: يا ليتها كانت القاضية الموت. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله: ما أغنى عنى ماليه يعني أنه لم يدفع عنه ماله الذي كان يملكه في الدنيا من عذاب الله شيئا هلك عنى سلطانيه يقول: ذهبت عنى حججي، وضلت، فلا حجة لي أحتج بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26990 - حدثني محمد بن سعد، مقال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس هلك عنى سلطانيه يقول: ضلت عنى كل بينة فلم تغن عنى شيئا.