سورة الحاقة (69) سورة الحاقة مكية وآياتها ثنتان وخمسون بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى:
* (الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة * كذبت ثمود وعاد بالقارعة) *.
يقول تعالى ذكره: الساعة الحاقة التي تحق فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال ما الحاقة يقول: أي شئ الساعة الحاقة. وذكر عن العرب أنها تقول: لما عرف الحاقة متى والحقة متى، وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلاث، وتقول: وقد حق عليه الشئ إذا وجب، فهو يحق حقوقا. والحاقة الأولى مرفوعة بالثانية، لان الثانية بمنزلة الكناية عنها، كأنه عجب منها، فقال: الحاقة: ما هي كما يقال: زيد ما زيد. والحاقة الثانية مرفوعة بما، وما بمعنى أي، وما رفع بالحاقة الثانية، ومثله في القرآن وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين والقارعة ما القارعة فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والأولى بجملة الكلام بعدها. وبنحو الذي قلنا في قوله: الحاقة قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك:
26908 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله الحاقة قال: من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده.
26909 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن شريك، عن جابر، عن عكرمة قال: الحاقة القيامة.