27048 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
وفصيلته التي تؤويه قال: قبيلته.
27049 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وصاحبته قال: الصاحبة الزوجة وفصيلته التي تؤويه قال: فصيلته: عشيرته. القول في تأويل قوله تعالى:
* (كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعو من أدبر وتولى * وجمع فأوعى) *.
يقول تعالى ذكره: كلا ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب الله شئ. ثم ابتدأ الخبر عما أعده له هنالك جل ثناؤه، فقال: إنها لظى ولظى: اسم من أسماء جهنم، ولذلك لم يجر.
واختلف أهل العربية في موضعها، فقال بعض نحويي البصرة: موضعها نصب على البدل من الهاء، وخبر إن: نزاعة قال: وإن شئت جعلت لظى رفعا على خبر إن، ورفعت نزاعة على الابتداء. وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظاهر المكنى إلا في الشذوذ قال: والاختيار إنها لظى نزاعة للشوى لظى: الخبر، ونزاعة: حال قال: ومن رفع استأنف، لأنه مدح أو ذم قال: ولا تكون ابتداء إلا كذلك.
والصواب من القول في ذلك عندنا، أن لظى الخبر، ونزاعة ابتداء، فذلك رفع، ولا يجوز النصب في القراءة لاجماع قراء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله إنها عمادا، ولظى مرفوعة بنزاعة، ونزاعة بلظى، كما يقال: إنها هند قائمة، وإنه هند قائمة، فالهاء عماد في الوجهين.
وقوله: نزاعة للشوى يقول تعالى ذكره مخبرا عن لظى إنها تنزع جلدة الرأس وأطراف البدن والشوى: جمع شواة، وهي من جوارح الانسان ما لم يكن مقتلا، يقال:
رمى فأشوى: إذا لم يصب مقتلا، فربما وصف الواصف بذلك جلدة الرأس كما قال الأعشى