وقوله: ألم أقل لكم لولا تسبحون يقول: هلا تستثنون إذ قلتم لنصرمنها مصبحين، فتقولوا إن شاء الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26867 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد لولا تسبحون قال: بلغني أنه الاستثناء.
* - قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد ألم أقل لكم لولا تسبحون قال:
يقول: تستثنون، فكان التسبيح فيهم الاستثناء. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين * فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون * قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين) *.
يقول تعالى ذكره: قال أصحاب الجنة: سبحان ربنا إنا كنا ظالمين في تركنا الاستثناء في قسمنا وعزمنا على ترك إطعام المساكين من ثمر جنتنا.
وقوله: فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون يقول جل ثناؤه: فأقبل بعضهم على بعض يلوم بعضهم بعضا على تفريطهم فيما فرطوا فيه من الاستثناء، وعزمهم على ما كانوا عليه من ترك إطعام المساكين من جنهم.
وقوله: يا ويلنا إنا كنا طاغين يقول: قال أصحاب الجنة: يا ويلنا إنا كنا مبعدين:
مخالفين أمر الله في تركنا الاستثناء والتسبيح. القول في تأويل قوله تعالى:
* (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون * كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل أصحاب الجنة: عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها بتوبتنا من خطأ فعلنا الذي سبق منا خيرا من جنتنا إنا إلى ربنا راغبون يقول: إنا إلى ربنا راغبون في أن يبدلنا من جنتنا إذ هلكت خيرا منها.
قوله تعالى ذكره كذلك العذاب يقول جل ثناؤه: كفعلنا بجنة أصحاب الجنة، إذ أصبحت كالصريم بالذي أرسلنا عليها من البلاء والآفة المفسدة، فعلنا بمن خالف أمرنا