إنذارا لهم فيكون قوله: نذيرا بمعنى إنذارا لهم كما قال: فكيف كان نذير بمعنى إنذاري ويكون أيضا بمعنى: إنها لاحدى الكبر صيرنا ذلك كذلك نذيرا، فيكون قوله: إنها لاحدى الكبر مؤديا عن معنى صيرنا ذلك كذلك، وهذا المعنى قصد من قال ذلك إن شاء الله. ذكر من قال ذلك:
27482 - حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رزين إنها لاحدى الكبر قال: جهنم نذيرا للبشر يقول الله: أنا لكم منها نذير فاتقوها.
وقال آخرون: بل ذلك من صفة رسول الله (ص)، وقالوا: نصب نذيرا على الحال مما في قوله قم، وقالوا: معنى الكلام: قم نذيرا للبشر فأنذر. ذكر من قال ذلك:
27483 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
نذيرا للبشر قال: الخلق، قال: بنو آدم البشر، فقيل له: محمد النذير؟ قال: نعم ينذرهم.
وقوله: لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر يقول تعالى ذكره: نذيرا للبشر لمن شاء منكم أيها الناس أن يتقدم في طاعة الله، أو يتأخر في معصية الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27484 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر قال: من شاء اتبع طاعة الله، ومن شاء تأخر عنها.
27485 - حدثني بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر: يتقدم في طاعة الله، أو يتأخر في معصيته. القول في تأويل قوله تعالى:
* (كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين) *.