وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل الانسان شاهد على نفسه وحده ومن قال هذا القول جعل البصيرة خبرا للانسان، ورفع الانسان بها. ذكر من قال ذلك:
27584 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس بل الانسان على نفسه بصيرة يقول: الانسان شاهد على نفسه وحده.
27585 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله:
بل الانسان على نفسه بصيرة قال: شاهد عليها بعملها.
27586 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله بل الانسان على نفسه بصيرة إذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم، غافلا عن ذنوبه قال: وكان يقال: إن في الإنجيل مكتوبا: يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيك، ولا تبصر الجذع المعترض في عينك.
27587 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: بل الانسان على نفسه بصيرة قال: هو شاهد على نفسه، وقرأ: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.
ومن قال هذه المقالة يقول: أدخلت الهاء في قوله بصيرة وهي خبر للانسان، كما يقال للرجل: أنت حجة على نفسك، وهذا قول بعض نحويي البصرة. وكان بعضهم يقول: أدخلت هذه الهاء في بصيرة وهي صفة للذكر، كما أدخلت في راوية وعلامة.
وقوله: ولو ألقى معاذيره اختلف أهل الرواية في معنى ذلك، فقال بعضهم:
معناه: بل للانسان على نفسه شهود من نفسه، ولو اعتذر بالقول مما قد أتى من المآثم، وركب من المعاصي، وجادل بالباطل. ذكر من قال ذلك:
27588 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ولو ألقى معاذيره يعني الاعتذار، ألم تسمع أنه قال: لا ينفع