النساء اللاتي قد قصر طرفهن على أزواجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم من الرجال. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25634 - حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثني أبي، عن أبي يحيى، عن مجاهد، في قوله: فيهن قاصرات الطرف قال: قصر طرفهن عن الرجال، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن.
25635 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فيهن قاصرات الطرف... الآية، يقول: قصر طرفهن على أزواجهن، فلا يردن غيرهم.
25636 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
قاصرات الطرف قال: لا ينظرن إلا إلى أزواجهن، تقول: وعزة ربي وجلاله وجماله، إن أرى في الجنة شيئا أحسن منك، فالحمد لله الذي جعلك زوجي، وجعلني زوجك.
وقوله: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول: لم يمسهن إنس قبل هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه صفتهم، وهم الذين قال فيهم ولمن خاف مقام ربه جنتان ولا جان يقال منه: ما طمث هذا البعير حبل قط: أي ما مسه حبل.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: الطمث هو النكاح بالتدمية، ويقول: الطمث هو الدم، ويقول: طمثها إذا دماها بالنكاح. وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25637 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول: لم يدمهن إنس ولا جان.
25638 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل، عن رجل عن علي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال: منذ خلقهن.
25639 - حدثنا الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، عن مغيرة بن مسلم، عن عكرمة، قال: لا تقل للمرأة طامث، فإن الطمث هو الجماع، إن الله يقول: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان.