فتشققت بأهلها، ونزل من فيها من الملائكة، فأحاطوا بالأرض ومن عليها بالثانية، ثم بالثالثة، ثم بالرابعة، ثم بالخامسة، ثم بالسادسة، ثم بالسابعة، فصفوا صفا دون صف، ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم، فإذا رآها أهل الأرض ندوا، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه فذلك قول الله: إني أخاف عليكم يوم التناد، يوم تولون مدبرين، وذلك قوله:
وجاء ربك والملك صفا صفا، وجئ يومئذ بجهنم، وقوله: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان، وذلك قوله: وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا هاربين من الموت، فإن الموت مدرككم، ولا ينفعكم هربكم منه. ذكر من قال ذلك:
25559 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول: يا معشر الجن والإنس... الآية، يعني بذلك أنه لا يجيرهم أحد من الموت، وأنهم ميتون لا يستطيعون فرارا منه، ولا محيصا، لو نفذوا أقطار السماوات والأرض كانوا في سلطان الله، ولأخذهم الله بالموت.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا. ذكر من قال ذلك:
25560 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني أبي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان يقول: إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فأعلموه، لن تعلموه إلا بسلطان، يعني البينة من الله جل ثناؤه.
وقال آخرون: معنى قوله: لا تنفذون لا تخرجون من سلطاني. ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: لا تنفذون إلا بسلطان يقول: لا تخرجون من سلطاني.