رب المشرقين ورب المغربين قال: أقصر مشرق في السنة، وأطول مشرق في السنة وأقصر مغرب في السنة، وأطول مغرب في السنة.
وقوله: فبأي آلاء ربكما تكذبان يقول: فبأي نعم ربكما معشر الجن والإنس من هذه النعم التي أنعم بها عليكم من تسخيره الشمس لكم في هذين المشرقين والمغربين تجري لكما دائبة بمرافقكما، ومصالح دنياكما ومعايشكما تكذبان.
وقوله: مرج البحرين يلتقيان يقول تعالى ذكره: مرج رب المشرقين ورب المغربين البحرين يلتقيان، يعني بقوله: مرج: أرسل وخلى، من قولهم: مرج فلان دابته: إذا خلاها وتركها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
25517 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: مرج البحرين يقول: أرسل.
واختلف أهل العلم في البحرين اللذين ذكرهما الله جل ثناؤه في هذه الآية، أي البحرين هما؟ فقال بعضهم: هما بحران: أحدهما في السماء، والآخر في الأرض. ذكر من قال ذلك:
25518 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.
25519 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر عن سعيد، في قوله: مرج البحرين يلتقيان قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.
25520 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: مرج البحرين يلتقيان قال: بحر في السماء والأرض يلتقيان كل عام.
وقال آخرون: عنى بذلك بحر فارس وبحر الروم. ذكر من قال ذلك:
25521 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن زياد مولى مصعب، عن الحسن مرج البحرين يلتقيان قال: بحر الروم، وبحر فارس واليمن.
25522 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: مرج البحرين يلتقيان فالبحران: بحر فارس، وبحر الروم.