واختلفت القراء في قراءة قوله: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة: يخرج على وجه ما لم يسم فاعله. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة وبعض المكيين بفتح الياء.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، لتقارب معنييهما.
وقوله: فبأي آلاء ربكما تكذبان يقول تعالى ذكره: فبأي نعم ربكما معشر الثقلين التي أنعم بها عليكم فيما أخرج لكم من نافع هذين البحرين تكذبان.
وقوله: وله الجوار المنشئات في البحر كالاعلام يقول تعالى ذكره: ولرب المشرقين والمغربين الجواري، وهي السفن الجارية في البحار.
وقوله: المنشئات في البحر اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الكوفة المنشئات بكسر الشين، بمعنى: الظاهرات السير اللاتي يقبلن ويدبرن. وقرأ ذلك عامة قراء البصرة والمدينة وبعض الكوفيين المنشئات بفتح الشين، بمعن المرفوعات القلاع اللاتي تقبل بهن وتدبر.
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى متقاربتاه، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. ذكر من قال في تأويل ذلك ما ذكرناه فيه:
25544 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
المنشئات في البحر قال: ما رفع قلعه من السفن فهي منشئات، وإذا لم يرفع قلعها فليست بمنشأة.
25545 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وله الجوار المنشئات في البحر كالاعلام يعني: السفن.
25546 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وله الجوار المنشئات في البحر كالاعلام يعني السفن.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وله الجوار المنشئات في البحر كالاعلام قال السفن.