23656 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي له مقاليد السماوات والأرض قال: خزائن السماوات والأرض.
وقوله: يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يقول: يوسع رزقه وفضله على من يشاء من خلقه، ويبسط له، ويكثر ماله ويغنيه. ويقدر: يقول: ويقتر على من يشاء منهم فيضيقه ويفقره إنه بكل شئ عليم يقول: إن الله تبارك وتعالى بكل ما يفعل من توسيعه على من يوسع، وتقتيره على من يقتر، ومن الذي يصلحه البسط عليه في الرزق، ويفسده من خلقه، والذي يصلحه التقتير عليه ويفسده، وغير ذلك من الأمور، ذو علم لا يخفى عليه موضع البسط والتقتير وغيره، من صلاح تدبير خلقه. يقول تعالى ذكره: فإلى من له مقاليد السماوات والأرض الذي صفته ما وصفت لكم في هذه الآيات أيها الناس فارغبوا، وإياه فاعبدوا مخلصين له الدين لا الأوثان والآلهة والأصنام، التي لا تملك لكم ضرا ولا نفعا.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) * يقول تعالى ذكره: شرع لكم ربكم أيها الناس من الدين ما وصى به نوحا أن يعمله والذي أوحينا إليك يقول لنبيه محمد (ص): وشرع لكم من الدين الذي أوحينا إليك يا محمد، فأمرناك به وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين يقول:
شرع لكم من الدين، أن أقيموا الدين فأن إذ كان ذلك معنى الكلام، في موضع نصب على الترجمة بها عن ما التي في قوله: ما وصى به نوحا. ويجوز أن تكون في موضع خفض ردا على الهاء التي في قوله: به، وتفسيرا عنها، فيكون معنى الكلام حينئذ:
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. وجائز أن تكون في موضع رفع على الاستئناف، فيكون معنى الكلام حينئذ: شرع لكم من الدين ما وصى به، وهو أن أقيموا الدين. وإذ كان معنى الكلام ما وصفت، فمعلوم أن الذي أوصى به جميع هؤلاء الأنبياء وصية واحدة، وهي إقامة الدين الحق، ولا تتفرقوا فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: