وقوله: لقد جئناكم بالحق يقول: لقد أرسلنا إليكم يا معشر قريش رسولنا محمدا بالحق. كما:
23973 - حدثني محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، لقد جئناكم بالحق، قال: الذي جاء به محمد (ص) ولكن أكثركم للحق كارهون يقول تعالى ذكره: ولكن أكثرهم لما جاء به محمد (ص) من الحق كارهون.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ئ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) *.
يقول تعالى ذكره: أم أبرم هؤلاء المشركون من قريش أمرا فأحكموه، يكيدون به الحق الذي جئناهم به، فإنا محكمون لهم ما يخزيهم، ويذلهم من النكال. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23975 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون قال: مجمعون: إن كادوا شرا كدنا مثله.
23975 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون قال: أم أجمعوا أمرا فإنا مجمعون.
23976 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون قال: أم أحكموا أمرا فإنا محكمون لأمرنا.
وقوله: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم يقول: أم يظن هؤلاء المشركون بالله أنا لا نسمع ما أخفوا عن الناس من منطقهم، وتشاوروا بينهم وتناجوا به دون غيرهم، فلا نعاقبهم عليه لخفائه علينا.
وقوله: بلى ورسلنا لديهم يكتبون يقول تعالى ذكره: بل نحن نعلم ما تناجوا به