بعضهم: ليس يلغى الفعل وهو عامل في المعنى إلا لعلة. قال: والعلة أنه حكاية، فإذا وقع على ما لم يعمل فيه كان حكاية وتمنيا، وإذا عمل فهو على أصله.
وقوله: لا يسأم الانسان من دعاء الخير يقول تعالى ذكره: لا يمل الكافر بالله من دعاء الخير، يعني من دعائه بالخير، ومسألته إياه ربه. والخير في هذا الموضع: المال وصحة الجسم، يقول: لا يمل من طلب ذلك وإن مسه الشر يقول: وإن ناله ضر في نفسه من سقم أو جهد في معيشته، أو احتباس من رزقه فيئوس قنوط يقول: فإنه ذو يأس من روح الله وفرجه، قنوط من رحمته، ومن أن يكشف ذلك الشر النازل به عنه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23625 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي لا يسأم الانسان من دعاء الخير يقول: الكافر وإن مسه الشر فيؤوس قنوط: قانط من الخير.
23626 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: لا يسأم الانسان قال: لا يمل. وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: لا يسأم الانسان من دعاء بالخير.
القول في تأويل قوله تعالى:
ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ يقول تعالى ذكره: ولئن نحن كشفنا عن هذا الكافر ما أصابه من سقم في نفسه وضر، وشدة في معيشته وجهد، رحمة منا، فوهبنا له العافية في نفسه بعد السقم، ورزقناه مالا، فوسعنا عليه في معيشته من بعد الجهد والضر ليقولن هذا لي عند الله، لان الله راض عني برضاه عملي، وما أنا عليه مقيم، كما:
23627 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ليقولن هذا لي: أي بعملي، وأنا محقوق بهذا وما أظن الساعة قائمة يقول: وما أحسب