جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٢٥ - الصفحة ٢٧
يقول تعالى ذكره: الله الذي أنزل هذا الكتاب يعني القرآن بالحق والميزان يقول: وأنزل الميزان وهو العدل، ليقضي بين الناس بالانصاف، ويحكم فيهم بحكم الله الذي أمر به في كتابه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23677 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنا الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
أنزل الكتاب بالحق والميزان قال: العدل.
23678 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان قال: الميزان: العدل.
وقوله: وما يدريك لعل الساعة قريب يقول تعالى ذكره: وأي شئ يدريك ويعلمك، لعل الساعة التي تقوم فيها القيامة قريب، يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها:
يقول: يستعجلك يا محمد بمجيئها الذين لا يوقنون بمجيئها، ظنا منهم أنها غير جائية والذين آمنوا مشفقون منها يقول: والذين صدقوا بمجيئها، ووعد الله إياهم الحشر فيها، مشفقون منها: يقول: وجلون من مجيئها، خائفون من قيامها، لأنهم لا يدرون ما الله فاعل بهم فيها ويعلمون أنها الحق يقول: ويوقنون أن مجيئها الحق اليقين، لا يمترون في مجيئها ألا إن الذين يمارون في الساعة يقول تعالى ذكره: ألا إن الذين يخاصمون في قيام الساعة ويجادلون فيه لفي ضلال بعيد يقول: لفي جور عن طريق الهدى، وزيغ عن سبيل الحق والرشاد، بعيد من الصواب.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ئ من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) * يقول تعالى ذكره: الله ذو لطف بعباده، يرزق من يشاء فيوسع عليه ويقتر على من يشاء منهم وهو القوي الذي لا يغلبه ذو أيد لشدته، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست