حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون فقال: ذهب النبي (ص) وبقيت النقمة، ولم ير الله نبيه (ص) في أمته شيئا يكرهه حتى مضى، ولم يكن نبي قط إلا رأى العقوبة في أمته، إلا نبيكم (ص).
قال: وذكر لنا أن النبي (ص) أري ما يصيب أمته بعده، فما رئي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله.
وقال آخرون: بل عنى به أهل الشرك من قريش، وقالوا: قد رأى الله نبيه عليه الصلاة والسلام فيهم. ذكر من قال ذلك:
23876 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون كما انتقمنا من الأمم الماضية أو نرينك الذي وعدناهم فقد أراه الله ذلك وأظهره عليه وهذا القول الثاني أولى التأويلين في ذلك بالصواب وذلك أن ذلك في سياق خبر الله عن المشركين فلان يكون ذلك تهديدا لهم أولى من أن يكون وعيدا لمن لم يجر له ذكر. فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك: فإن نذهب بك يا محمد من بين أظهر هؤلاء المشركين، فنخرجك من بينهم فإنا منهم منتقمون، كما فعلنا ذلك بغيرهم من الأمم المكذبة رسلها، أو نرينك الذي وعدناهم يا محمد من الظفر بهم، وإعلائك عليهم فإنا عليهم مقتدرون أن نظهرك عليهم، ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ئ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): فتمسك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك، إنك على صراط مستقيم ومنهاج سديد، وذلك هو دين الله الذي أمر به، وهو الاسلام. كما:
23877 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم: أي الاسلام.
23878 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم.