حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها قادتهم ورؤسهم في الشرك.
وقوله: إنا وجدنا آباءنا على أمة يقول: قالوا: إنا وجدنا آباءنا على ملة ودين وإنا على آثارهم يعني: وإنا على منهاجهم وطريقتهم مقتدون بفعلهم نفعل كالذي فعلوا، ونعبد ما كانوا يعبدون يقول جل ثناؤه لمحمد (ص): فإنما سلك مشركو قومك منهاج من قبلهم من إخوانهم من أهل الشرك بالله في إجابتهم إياك بما أجابوك به، وردهم ما ردوا عليك من النصيحة، واحتجاجهم بما احتجوا به لمقامهم على دينهم الباطل. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23820 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
وإنا على آثارهم مقتدون قال بفعلهم.
23821 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وإنا على آثارهم مقتدون فاتبعوهم على ذلك.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك، القائلين إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون أو لو جئتكم أيها القوم من عند ربكم بأهدى إلى طريق الحق، وأدل لكم على سبيل الرشاد مما وجدتم أنتم عليه آباءكم من الدين والملة، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون يقول: فقال ذلك لهم، فأجابوه بأن قالوا له كما قال الذين من قبلهم من الأمم المكذبة رسلها لأنبيائها: إنا بما أرسلتم به يا أيها القوم كافرون، يعني: جاحدون منكرون. وقرأ ذلك قراء الأمصار سوى أبي جعفر قل أو لو جئتكم بالتاء. وذكر عن أبي جعفر القارئ أنه قرأه قل أو لو جئناكم بالنون والألف.
والقراءة عندنا ما عليه قراء الأمصار لاجماع الحجة عليه.