القيامة قائمة يوم تقوم ولئن رجعت إلى ربي يقول: وإن قامت أيضا القيامة، ورددت إلى الله حيا بعد مماتي إن لي عنده للحسنى يقول: إن لي عنده غنى ومالا. كما:
23628 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
إن لي عنده للحسنى يقول: غنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا يقول تعالى ذكره:
فلنخبرن هؤلاء الكفار بالله، المتمنين عليه الأباطيل يوم يرجعون إليه بما عملوا في الدنيا من المعاصي، واجترحوا من السيئات، ثم لنجازين جميعهم على ذلك جزاءهم ولنذيقنهم من عذاب غليظ وذلك العذاب الغليظ تخليدهم في نار جهنم، لا يموتون فيها ولا يحيون.
القول في تأويل قوله تعالى:
وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض يقول تعالى ذكره: وإذا نحن أنعمنا على الكافر، فكشفنا ما به من ضر، ورزقناه غنى وسعة، ووهبنا له صحة جسم وعافية، أعرض عما دعوناه إليه من طاعته، وصد عنه ونأى بجانبه يقول: وبعد من إجابتنا إلى ما دعوناه إليه، ويعني بجانبه بناحيته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23629 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
أعرض ونأى بجانبه يقول: أعرض: صد بوجهه، ونأى بجانبه: يقول: تباعد.
وقوله: وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض يعني بالعريض: الكثير. كما:
23630 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي فذو دعاء عريض يقول: كثير، وذلك قول الناس: أطال فلان الدعاء: إذا أكثر، وكذلك أعرض دعاءه.