يقول تعالى ذكره: بل متعت يا محمد هؤلاء المشركين من قومك وآباءهم من قبلهم بالحياة، فلم أعاجلهم بالعقوبة على كفرهم حتى جاءهم الحق يعني جل ثناؤه بالحق: هذا القرآن: يقول: لم أهلكهم بالعذاب حتى أنزلت عليهم الكتاب، وبعثت فيهم رسولا مبينا. يعني بقوله: ورسول مبين: محمدا (ص)، والمبين: أنه يبين لهم بالحجج التي يحتج بها عليهم أنه لله رسول محق فيما يقول ولما جاءهم الحق يقول جل ثناؤه: ولما جاء هؤلاء المشركين القرآن من عند الله، ورسول من الله أرسله إليهم بالدعاء إليه قالوا هذا سحر يقول: هذا الذي جاءنا به هذا الرسول سحر يسحرنا به، ليس بوحي من الله وإنا به كافرون يقول: قالوا: وإنا به جاحدون، ننكر أن يكون هذا من الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23836 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون قال: هؤلاء قريش قالوا القرآن الذي جاء به محمد (ص): هذا سحر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ئ أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) *.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون بالله من قريش لما جاءهم القرآن من عند الله: هذا سحر، فإن كان حقا فهلا نزل على رجل عظيم من إحدى هاتين القريتين مكة أو الطائف.
واختلف في الرجل الذي وصفوه بأنه عظيم، فقالوا: هلا نزل عليه هذا القرآن، فقال بعضهم: هلا نزل على الوليد بن المغيرة المخزومي من أهل مكة، أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي من أهل الطائف؟. ذكر من قال ذلك:
23837 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال:
يعني بالعظيم: الوليد بن المغيرة القرشي، أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي، وبالقريتين: مكة والطائف.