يقول تعالى ذكره: وإن هذا الكتاب أصل الكتاب الذي منه نسخ هذا الكتاب عندنا لعلي: يقول: لذو علو ورفعة، حكيم: قد أحكمت آياته، ثم فصلت فهو ذو حكمة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23773 - حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن هشام الدستوائي، عن القاسم بن أبي بزة، قال: ثنا عروة بن عامر، أنه سمع ابن عباس يقول: أول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق، قال: والكتاب عنده، قال: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم.
23774 - حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن عطية بن سعد في قول الله تبارك وتعالى: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم يعني القرآن في أم الكتاب الذي عند الله منه نسخ.
23775 - حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت مالكا يروي عن عمران، عن عكرمة وإنه في أم الكتاب لدينا قال: أم الكتاب القرآن.
23776 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: وإنه في أم الكتاب لدينا قال: أم الكتاب: أصل الكتاب وجملته.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وإنه في أم الكتاب:
أي جملة الكتاب أي أصل الكتاب.
23777 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي وإنه في أم الكتاب يقول: في الكتاب الذي عند الله في الأصل.
وقوله: لدينا لعلي حكيم وقد ذكرنا معناه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23778 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لدينا لعلي حكيم يخبر عن منزلته وفضله وشرفه.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين) *.
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: أفنضرب عنكم ونترككم