بغيا من بعضكم على بعض وحسدا وعداوة على طلب الدنيا ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى يقول جل ثناؤه: ولولا قول سبق يا محمد من ربك لا يعاجلهم بالعذاب، ولكنه أخر ذلك إلى أجل مسمى، وذلك الاجل المسمى فيما ذكر: يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:
23667 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى قال: يوم القيامة.
وقوله: لقضي بينهم يقول: لفرغ ربك من الحكم بين هؤلاء المختلفين في الحق الذي بعث به نبيه نوحا من بعد علمهم به، بإهلاكه أهل الباطل منهم، وإظهاره أهل الحق عليهم.
وقوله: وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم يقول: وإن الذين آتاهم الله من بعد هؤلاء المختلفين في الحق كتابه التوراة والإنجيل لفي شك منه مريب يقول: لفي شك من الدين الذين وصى الله به نوحا، وأوحاه إليك يا محمد، وأمركما بإقامته مريب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23668 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله:
وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم قال: اليهود والنصارى.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير) * يقول تعالى ذكره: فإلى ذلك الدين الذي شرع لكم، ووصى به نوحا، وأوحاه إليك يا محمد، فادع عباد الله، واستقم على العمل به، ولا تزغ عنه، وأثبت عليه كما أمرك ربك بالاستقامة. وقيل: فلذلك فادع، والمعنى: فإلى ذلك، فوضعت اللام موضع إلى، كما قيل: بأن ربك أوحى لها. وقد بينا ذلك في غير موضع من كتابنا هذا.