23152 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي وإن تشكروا يرضه لكم قال: إن تطيعوا يرضه لكم.
وقوله: ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول: لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها، ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها، يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت، وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها. ذكر من قال ذلك:
23153 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي ولا تزر وازرة وزر أخرى قال: لا يؤخذ أحد بذنب أحد.
وقوله: ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون يقول تعالى ذكره: ثم بعد اجتراحكم في الدنيا ما اجترحتم من صالح وسيئ، وإيمان وكفر أيها الناس، إلى ربكم مصيركم من بعد وفاتكم، فينبئكم يقول: فيخبركم بما كنتم في الدنيا تعملونه من خير وشر، فيجازيكم على كل ذلك جزاءكم، المحسن منكم بإحسانه، والمسئ بما يستحقه يقول عز وجل لعباده: فاتقوا أن تلقوا ربكم وقد عملتم في الدنيا بما لا يرضاه منكم تهلكوا، فإنه لا يخفى عليه عمل عامل منكم.
وقوله: إنه عليم بذات الصدور يقول تعالى ذكره: إن الله لا يخفى عليه ما أضمرته صدوركم أيها الناس مما لا تدركه أعينكم، فكيف بما أدركته العيون ورأته الابصار. وإنما يعني عز وجل بذلك الخبر عن أنه لا يخفى عليه شئ، وأنه محص على عباده أعمالهم، ليجازيهم بها كي يتقوه في سر أمورهم وعلانيتها.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) *.
يقول تعالى ذكره: وإذا مس الانسان بلاء في جسده من مرض، أو عاهة، أو شدة في معيشته، وجهد وضيق دعا ربه يقول: استغاث بربه الذي خلقه من شدة ذلك، ورغب إليه في كشف ما نزل به من شدة ذلك. وقوله: منيبا إليه يقول: تائبا إليه مما كان من قبل ذلك عليه من الكفر به، وإشراك الآلهة والأوثان به في عبادته، راجعا إلى طاعته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: