لا الذي لا يملك شيئا، ولا يضر، ولا ينفع. وقوله: العزير الغفار يقول: العزيز في نقمته من أهل الكفر به، المدعين معه إلها غيره، الغفار لذنوب من تاب منهم و من غيرهم من كفره ومعاصيه، فأناب إلى الايمان به، والطاعة له بالانتهاء إلى أمره ونهيه.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون * ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون * إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لقومك المكذبيك فيما جئتهم به من عند الله من هذا القرآن، القائلين لك فيه: إن هذا إلا اختلاق هو نبأ عظيم يقول: هذا القرآن خبر حدثني عظيم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك 23094 حدثني عبد الأعلى بن واصل الأسدي، قال: ثنا أبو أسامة، عن شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: قل هو نبأ عظيم أنتم معرضون قال: القرآن.
23095 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا هشام، عن ابن سيرين، عن شريح، أن رجلا قال له: أتقضي علي بالنبأ؟ قال: فقال له شريح: أو ليس القرآن نبأ؟ قال: وتلا هذه الآية: قل هو نبأ عظيم قال: وقضى عليه.
23096 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله: قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون قال: القرآن. وقوله: أنتم عنه معرضون يقول: أنتم عنه منصرفون لا تعملون به، ولا تصدقون بما فيه من حجج الله وآياته.
وقوله: ما كان لي من علم بالملأ الأعلى يقول لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لمشركي قومك: ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون في شأن آدم من قبل أن يوحي إلي ربي فيعلمني ذلك، يقول: ففي إخباري لكم عن ذلك دليل واضح على أن هذا القرآن وحي من الله وتنزيل من عنده، لأنكم تعلمون أن علم ذلك لم يكن عندي قبل نزول هذا القرآن، ولا هو مما شاهدته فعاينته، ولكني علمت ذلك بإخبار الله إياي به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23097 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي