22468 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: فاهدوهم إلى صراط الجحيم يقول: وجهوهم، وقيل: إن الجحيم الباب الرابع من أبواب النار. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقفوهم إنهم مسؤولون * ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) *.
يقول تعالى ذكره: وقفوهم: احبسوهم: أي احبسوا أيها الملائكة هؤلاء المشركين الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة إنهم مسؤولون فاختلف أهل التأويل في المعنى الذي يأمر الله تعالى ذكره بوقفهم لمسألتهم عنه، فقال بعضهم: يسألهم هل يعجبهم ورود النار. ذكر من قال ذلك:
22469 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، قال: ثنا أبو الزعراء، قال: كنا عند عبد الله، فذكر قصة، ثم قال: يتمثل الله للخلق فيلقاهم، فليس أحد من الخلق كان يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه قال: فيلقى اليهود فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد عزيرا، قال: فيقول: هل يسركم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب، ثم قرأ: وعرضنا جهنم للكافرين عرضا قال: ثم يلقى النصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: المسيح، فيقول: هل يسركم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنم، وهي كهيئة السراب، ثم كذلك لمن كان بعبد من دون الله شيئا، ثم قرأ عبد الله وقفوهم إنهم مسؤولون.
وقال آخرون: بل ذلك للسؤال عن أعمالهم. ذكر من قال ذلك:
22470 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا معتمر، عن ليث، عن رجل، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: أيما رجل دعا رجلا إلى شئ كان موقوفا لازما به، لا يغادره، ولا يفارقه ثم قرأ هذه الآية: وقفوهم إنهم مسؤولون.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقفوا هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم إنهم مسؤولون عما كانوا يعبدون من دون الله.