يقول تعالى ذكره لنبيه (ص): واذكر يا محمد إسماعيل واليسع وذا الكفل، وما أبلوا في طاعة الله، فتأس بهم، واسلك منهاجهم في الصبر على ما نالك في الله، والنفاذ لبلاغ رسالته. وقد بينا قبل من أخبار إسماعيل واليسع وذا الكفل فيما مضى من كتابنا هذا ما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. والكفل في كلام العرب: الحظ والجد.
وقوله: هذا ذكر يقول تعالى ذكره: هذا القرآن الذي أنزلناه إليك يا محمد ذكر لك ولقومك، ذكرناك وإياهم به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23052 حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي هذا ذكر قال: القرآن.
وقوله: وإن للمتقين لحسن مآب يقول: وإن للمتقين الذين اتقوا الله فخافوه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، لحسن مرجع يرجعون إليه في الآخرة، ومصير يصيرون إليه.
ثم أخبر تعالى ذكره عن ذلك الذي وعده من حسن المآب ما هو، فقال: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب.
23053 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله: وإن للمتقين لحسن مآب قال: لحسن منقلب.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) *.
قوله تعالى ذكره: جنات عدن: بيان عن حسن المآب، وترجمة عنه، ومعناه:
بساتين إقامة. وقد بينا معنى ذلك بشواهده، وذكرنا ما فيه من الاختلاف فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقد:
23054 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: جنات عدن قال: سأل عمر كعبا ما عدن؟ قال: يا أمير المؤمنين، قصور في الجنة من ذهب يسكنها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل.
وقوله: مفتحة لهم الأبواب يعني: مفتحة لهم أبوابها وأدخلت الألف واللام في