يا محمد من قد سبق له في علم الله أنه من أهل النار إلى الايمان، فتنقذه من النار بالايمان؟
لست على ذلك بقادر.
وقوله: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية يقول تعالى ذكره:
لكن الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب محارمه، لهم في الجنة غرف من فوقها غرف مبنية علالي بعضها فوق بعض تجري من تحتها الأنهار يقول تعالى ذكره: تجري من تحت أشجار جناتها الأنهار. وقوله: وعد الله يقول جل ثناؤه: وعدنا هذه الغرف التي من فوقها غرف مبنية في الجنة، هؤلاء المتقين لا يخلف الله الميعاد يقول جل ثناؤه:
والله لا يخلفهم وعده، ولكنه يوفي بوعده.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): ألم تر يا محمد أن الله أنزل من السماء ماء وهو المطر فسلكه ينابيع في الأرض يقول: فأجراه عيونا في الأرض واحدها ينبوع، وهو ما جاش من الأرض. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك:
23181 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، جابر، عن الشعبي، في قوله: فسلكه ينابيع في الأرض قال: كل ندى وماء في الأرض من السماء نزل.
23182 قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن الحسن بن مسلم بن بيان، قال: ثم أنبت بذلك الماء الذي أنزله من السماء فجعله في الأرض عيونا زرعا مختلفا ألوانه يعني: أنواعا مختلفة من بين حنطة وشعير وسمسم وأرز، ونحو ذلك من الأنواع المختلفة ثم يهيج فتراه مصفرا يقول: ثم ييبس ذلك الزرع من بعد خضرته، يقال للأرض إذا يبس ما فيها من الخضر وذوي: هاجت الأرض، وهاج الزرع وقوله: فتراه مصفرا يقول: فتراه من بعد خضرته ورطوبته قد يبس فصار أصفر، وكذلك الزرع إذا يبس أصفر ثم يجعله حطاما والحطام: فتات التبن والحشيش، يقول:
ثم يجعل ذلك الزرع بعد ما صار يابسا فتاتا متكسرا.