إليهم بها العجم الجزية قال: ما هي؟ قال: لا إله إلا الله فقاموا وهم يقولون: ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ونزل القرآن: ص والقرآن ذي الذكر ذي الشرف بل الذين كفروا في عزة وشقاق حتى قوله: أجعل الآلهة إلها واحدا.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: مرض أبو طالب، ثم ذكر نحوه، إلا أنه لم يقل ذي الشرف، وقال: إلى قوله: إن هذا لشئ عجاب.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، قال: مرض أبو طالب، قال: فجاء النبي (ص) يعوده، فكان عند رأسه مقعد رجل، فقام أبو جهل، فجلس فيه، فشكوا النبي (ص) إلى أبي طالب، وقالوا: إنه يقع في آلهتنا، فقال: يا ابن أخي ما تريد إلى هذا؟ قال: يا عم إني أريدهم على كلمة تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم العجم الجزية قال: وما هي؟ قال:
لا إله إلا الله، فقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) *.
يقول تعالى ذكره: وانطلق الاشراف من هؤلاء الكافرين من قريش، القائلين:
أجعل الآلهة إلها واحدا بأن امضوا فاصبروا على دينكم وعبادة آلهتكم. فأن من قوله:
أن امشوا في موضع نصب يتعلق انطلقوا بها، كأنه قيل: انطلقوا مشيا، ومضيا على دينكم. وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: وانطلق الملا منهم يمشون أن اصبروا على آلهتكم. وذكر أن قائل ذلك كان عقبة ابن أبي معيط. ذكر من قال ذلك:
22835 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد: وانطلق الملا منهم قال: عقبة بن أبي معيط.
وقوله: إن هذا لشئ يراد: أي إن هذا القول الذي يقول محمد، ويدعونا إليه، من قول لا إله إلا الله، شئ يريده منا محمد يطلب به الاستعلاء علينا، وأن نكون له فيه أتباعا ولسنا مجيبيه إلى ذلك.