المشركين من قريش من الأمم الذين مضوا في الدهور الخالية رسلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون يقول: فجاءهم عذاب الله من الموضع الذي لا يشعرون: أي لا يعلمون بمجيئه منه.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) *.
يقول تعالى ذكره: فعجل الله لهؤلاء الأمم الذين كذبوا رسلهم الهوان في الدنيا، والعذاب قبل الآخرة، ولم ينظرهم إذ عتوا عن أمر ربهم ولعذاب الآخرة أكبر يقول:
ولعذاب الله إياهم في الآخرة إذا أدخلهم النار، فعذبهم بها، أكبر من العذاب الذي عذبهم به في الدنيا، لو كانوا يعلمون يقول: لو علم هؤلاء المشركون من قريش ذلك.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) *.
يقول تعالى ذكره: ولقد مثلنا لهؤلاء المشركين بالله من كل مثل من أمثال القرون للأمم الخالية، تخويفا منا لهم وتحذيرا لعلهم يتذكرون يقول: ليتذكروا فينزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله.
وقوله: قرآنا عربيا يقول تعالى ذكره: لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل قرآنا عربيا غير ذي عوج يعني: ذي لبس كما:
23198 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا رقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قرآنا عربيا غير ذي عوج: غير ذي لبس.
ونصب قوله: قرآنا عربيا على الحال من قوله: هذا القرآن، لان القرآن معرفة، وقوله قرآنا عربيا نكرة.
وقوله: لعلهم يتقون يقول: جعلنا قرآنا عربيا إذ كانوا عربا، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة.] القول في تأويل قوله تعالى: