عباده، فلم يؤمن به، ولم يصدق بما فيه. وقيل: من ذكر الله والمعنى: عن ذكر الله، فوضعت من مكان عن، كما يقال في الكلام: أتخمت من طعام أكلته، وعن طعام أكلته بمعنى واحد.
وقوله: أولئك في ضلال مبين يقول تعالى ذكره: هؤلاء القاسية قلوبهم من ذكر الله في ضلال مبين، لمن تأمله وتدبره بفهم أنه في ضلال عن الحق جائر.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد) *.
يقول تعالى ذكره: الله نزل أحسن الحديث كتابا يعني به القرآن متشابها يقول: يشبه بعضه بعضا، لا اختلاف فيه، ولا تضاد، كما:
23186 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها... الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف.
23187 حدثنا محمد قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي كتابا متشابها قال: المتشابه: يشبه بعضه بعضا.
23188 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، في قوله: كتابا متشابها قال: يشبه بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا، ويدل بعضه على بعض.
وقوله: مثاني يقول: تثني فيه الانباء والاخبار والقضاء والاحكام والحجج.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23189 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني قال: ثنى الله فيه القضاء، تكون السورة فيها الآية في سورة أخرى آية تشبهها، وسئل عنها عكرمة.