وبنحو الذي قلنا في معنى الصوم، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
17831 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول في هذه الآية إني نذرت للرحمن صوما صمتا.
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا حجاج، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني المغيرة بن عثمان، قال: سمعت أنس بن مالك يقول إني نذرت للرحمن صوما قال: صمتا.
17832 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله إني نذرت للرحمن صوما قال: يعني بالصوم: الصمت.
17833 - حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن سليمان التيمي، قال: سمعت أنسا قرأ: إني نذرت للرحمن صوما وصمتا.
17834 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة إني نذرت للرحمن صوما أما قوله: صوما فإنها صامت من الطعام والشراب والكلام.
17835 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله: نذرت للرحمن صوما قال: كان من بني إسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام كما يصوم من الطعام، إلا من ذكر الله، فقال لها ذلك، فقالت: إني أصوم من الكلام كما أصوم من الطعام، إلا من ذكر الله فلما كلموها أشارت إليه، فقالوا:
كيف نكلم من كان في المهد صبيا فأجابهم فقال: إني عبد الله آتاني الكتاب حتى بلغ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون.
واختلفوا في السبب الذي من أجله أمرها بالصوم عن كلام البشر، فقال بعضهم:
أمرها بذلك لأنه لم يكن لها حجة عند الناس ظاهرة، وذلك أنها جاءت وهي أيم بولد بالكف عن الكلام ليكفيها فأمرت الكلام ولدها.. ذكر من قال ذلك:
17836 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: ثنا مصعب بن المقدام، قال:
ثنا إسرائيل، قال: ثنا أبو إسحاق، عن حارثة، قال: كنت عند ابن مسعود، فجاء رجلان فسلم أحدهما ولم يسلم الآخر، فقال: ما شأنك؟ فقال أصحابه: حلف أن لا يكلم الناس