جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ١٦ - الصفحة ٢٩٢
عبد الله بن قسيط، عن أبي رافع، قال: أرسلني رسول الله (ص) إلى يهودي يستسلفه، فأبى أن يعطيه إلا برهن، فحزن رسول الله (ص)، فأنزل الله: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا.
18454 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي رافع، قال: نزل رسول الله (ص) ضيف، فأرسلني إلى يهودي بالمدينة يستسلفه، فأتيته، فقال: لا أسلفه إلا برهن، فأخبرته بذلك، فقال: إني لأمين في أهل السماء وفي أهل الأرض، فاحمل درعي إليه فنزلت: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم.
وقوله: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا إلى قوله:
والعاقبة للتقوى.
ويعني بقوله: أزواجا منهم رجالا منهم أشكالا، وبزهرة الحياة الدنيا: زينة الحياة الدنيا. كما:
18455 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: زهرة الحياة الدنيا: أي زينة الحياة الدنيا.
ونصب زهرة الحياة الدنيا على الخروج من الهاء التي في قوله به من متعنا به، كما يقال: مررت به الشريف الكريم، فنصب الشريف الكريم على فعل مررت، وكذلك قوله: إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا تنصب على الفعل بمعنى: متعناهم به زهرة الحياة الدنيا وزينة لهم فيها. وذكر الفراء أن بعض بني فقعس أنشده:
أبعد الذي بالسفح سفح كواكب * رهينة رمس من تراب وجندل
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 » »»
الفهرست