أرسلنا إلى قوم لوط. فإذ كان ذلك كذلك، وكان لا وجه للضحك والتعجب من قولهم لإبراهيم: لا تخف، كان الضحك والتعجب إنما هو من أمر قوم لوط.
القول في تأويل قوله تعالى: * (قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشئ عجيب) *.
يقول تعالى ذكره: فبشرنا سارة امرأة إبراهيم ثوابا منا لها على نكيرها وعجبها من فعل قوم لوط بإسحاق ولدا لها. ومن وراء إسحاق يعقوب يقول: ومن خلف إسحاق يعقوب من ابنها إسحاق. والوراء في كلام العرب: ولد الولد، وكذلك تأوله أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا داود، عن عامر، قال: ومن وراء إسحاق يعقوب قال الوراء: ولد الولد.
حدثنا عمرو بن علي محمد بن المثنى، قال كل واحد منهما حدثني أبو اليسع إسماعيل بن حماد بن أبي المغيرة مولى الأشعري، قال: كنت إلى جنب جدي أبي المغيرة بن مهران في مسجد علي بن زيد، فمر بنا الحسن بن أبي الحسن، فقال: يا أبا المغيرة من هذا الفتى؟ قال: ابني من ورائي، فقال الحسن: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب.
حدثنا عمرو بن علي محمد بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن أبي عدي، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، في قوله: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قال: ولد الولد هو الوراء.
حدثني إسحاق بن شاهين، قال: ثنا خالد، عن داود، عن عامر، في قوله:
ومن وراء إسحاق يعقوب قال: الوراء: ولد الولد.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي، مثله.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قا: ثنا أبو عمرو الأزدي، قال:
سمعت الشعبي يقول: ولد الولد: هم الولد من الوراء.
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: جاء رجل إلى ابن عباس ومعه ابن ابنه، فقال: من هذا معك؟ قال: هذا ابن ابني، قال: هذا ولدك من الوراء. قال: فكأنه شق على ذلك الرجل، فقال ابن عباس:
إن الله يقول: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فولد الولد: هم الوراء.